منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د.عناد السرخي:التطيط الصهيوني يؤتي أكله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جميل السلحوت




ذكر عدد الرسائل : 16
تاريخ التسجيل : 04/09/2007

د.عناد السرخي:التطيط الصهيوني يؤتي أكله Empty
مُساهمةموضوع: د.عناد السرخي:التطيط الصهيوني يؤتي أكله   د.عناد السرخي:التطيط الصهيوني يؤتي أكله Emptyالثلاثاء سبتمبر 11, 2007 1:00 pm

التخطيط الصهيوني طويل المدى والمستمر يعطي ثماره حلولا لصالح اسرائيل
الدكتور عناد السرخي

بدأ البحث عن حلول القضية الفلسطينية منذ ان حددت الحركة الصهيونية اهدافها بمشروع اقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وبذلك دخلت المنطقة اتون الصراع الدولي الاستعماري الذي اصبحت معه الحركة الصهيونية عنصراً هاما ومحركة فيه. مشاريع الحلول كانت متواصلة كونها كانت مجرد افكار يجري بحثها وتطويرها باستمرار، بناءا على الواقع المستجد والناشئ بفعل عمر الاحتلال والظروف الجديدة بابعادها. تجاوزت اسرائيل منذ قيامها كافة القرارات الدولية التي صدرت بحق القضية الفلسطينية، علما بان وجودها وقيامها اصلا كان استنادا الى حقبه تاريخية طويلة دخلت فيها الحركة الصهيونية باتصالات ومفاوضات مع الدول ذات العلاقة والقرار، التي مهدت لصدور اتفاقيات وقرارات دولية، منحت البراءة لليهود بحق اقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وبعد عام على قيامها تجاوزت قرار التقسيم وانكرت حق العودة، توسعت حدودها واستمرت في سياساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني ودخلت وهي الدولة التي لم يمض على قيامها عدة سنوات بمغامرات عسكرية ضد جيرانها العرب. في الفترة بين عام 1940 و حتى عام 1966 كانت اسرائيل قد بدأت تعزز علاقاتها مع القوة الامريكية الصاعدة، عندما ادركت ان نجم بريطانيا العظمى قد بدأ يتهاوى، وهي التي قد مهدت لعقد صفقات بين بريطانيا وامريكا بموجبها تقوم الاخيرة بانقاذ بريطانيا من ورطتها الاستعمارية في المنطقة، وضمان تسديد ديونها وانعاشها اقتصاديا، وبهذا اصبحت الولايات المتحدة راعي الاستعمار الحديث من خلال نظرية الاحلال محل، التي منحت للولايات المتحدة حق ارث المشروع الاستعماري بعد سقوط الامبراطوريات ومعسكرات الحروب، فهي الدولة التي تعبر عن الرأسمالية الصاعدة مقابل النظام الاشتراكي الذي عبر عنه الاتحاد السوفيتي بامتياز من خلال منظومة حضارية اممية كانت الاكثر تمايزا في التاريخ بعد الحضارة الاسلامية.
من الجديد بمكان ان ندرك عمق الولاء اليهودي تاريخيا للمسألة اليهودية، فهؤلاء كانوا باستمرار يعبرون عن اخلاص غير عادي لقضيتهم باتجاهات صارخه ومتباينة، قد لا توصف بمعنى الاخلاص ومفهومه لدينا. فمنهم من انعزل عن محيطه واكد تمايزه، وجماعات انخرطت واندمجت مع شعوب المنطقة وانظمتها السياسة، تجندوا في جيوش تلك الدول وعملوا موظفين فيها، ومارسوا دور النظام الحاكم حتى ضد بني جلدتهم حيث ان بعضهم كان يحارب في طرف وفئة منهم تقاتل ضده، وبكل هذه الروح العملية رغم ما فيها من صراع الا انهم قد حافظوا على خيط دقيق من التوازن العجيب، كان سبيلهم الى حيث مصالحهم، وعندما يتعمق احدنا في بحث مثل هذه الظواهر بروح علمية مجردة، ويحاول معها ان يضع النقاط على الحروف التائهة والمعادلات المستحيلة، فلا بد وان يصاب بالذهول عندما يأتي على ذكر اسماء مندوبي الدول الغربية وقيادتها الفكرية والسياسية، ويتفحص اصولهم الاثنية والدينية، ويكتشف حينها الكم يهودي الجذور من بينهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان جميع من شاركوا في المفاوضات التمهيدية لعقد مؤتمر الصلح في جبل طارق في ايار 1917 كانوا من اصول يهودية، وهؤلاء كانوا ممثلين عن الولايات المتحدة ، بريطانيا، ايطاليا،فرنسا وروسيا. اليهود كانوا وباستمرار جنودا لقضيتهم، وبكل ما في هذه الجندية من ولاءات، فقد عبروا بامتياز عن قضيتهم، وبهذه الروح المصلحية العملية تجندوا جميعا لخدمة جملة الاهداف، التي يسعون اليها بمستوياتها المختلفة واتجاهاتها المتضاربة. منهم من يطور سلاحا جديدا لحرب قادمة، ومنهم من يخطط لمشروع تسوية المسألة الفلسطينية ولربما الكردية او العراقية اوالسودانية. يشقون شوارع السلام باتجاه الاردن وسوريا، وفي نفس الوقت يجهزونها بما يضمن استخدامها للطائرات المقاتلة في الحروب، ويعدونها باسلوب وتكتيك يضمن تفجيرها ونسفها متى تغيرت اتجاهات السلام الموعود.
اسرائيل هي دولة الاحتلال، بمعنى ان حسم وجودها في المنطق قد تم بفعل قوة وتكالب مختلف الظروف، وبالتالي فان أي مشروع حل في المنطقة لابد وان يؤكد على حسم الوجود الابدي والاعتراف المطلق بهذه الدولة، التي وجدت لها مكانا على الخارطة السياسية الجغرافية الدولية. الا ان منح اسرائيل الوجود المطلق يتعارض كليا مع البنية العقائدية لشعوب المنطقة، فهؤلاء يفضلون أستمرار الصراع بمستويات مختلفة فضلا عن منح دولة اليهود الشرعية الوجودية على ارض الاسلام، هذه الشرعية التي لا مجال اصلا لإجازتها كونها من المحرمات. ومن هذا الباب العقائدي تدرك اسرائيل كما هو حال امريكا والغرب ان حل القضية الفلسطينية لن يرى النور الا بمشروع يقوم على اساس التصالح، كون الصلح او التصالح كان ولا يزال يحتل مفهوما عميقا في الوجدان الاسلامي والعربي، منذ صلح الحديبية وفتح مكة ومن قبل ذلك في حرب البسوس وداعس والغبراء كما وردت في ايام العرب.
حل المسالة الفلسطينية الاسرائيلية ، ليست بحثا عن حقوق تاريخية او شرعية وهي ايضا ليست موضوعا متعلقا بالعقائد الدينية، لان مجرد البحث في هكذا اسس يعني في واقع الامر نسف وجود لطرف وتثبيت اخر، كما وان كافة وقائع نشوء الدول القومية الحديثة قد اتى في اعقاب فترة طويلة جدا من المخاض العسير والحروب الاهلية الطاحنة لاكثر من الف عام، شكلت ما يسمى بخريطة العالم الجغرافية السياسية بمعالمها اليوم، ومن ضمنها نشوء الاقطار العربية الحديثة.
ان الدارس المتعمق لتاريخ المنطقة فيما يتعلق بجذور الصراع العربي الاسرائيلي، مرورا بالكم الهائل من الافكار ومشاريع الحلول، يدرك تماما غياب مشروع الحلول السياسية العربية للقضية الفلسطينية، التي كانت محور اهتمام دائم ومتواصل لمثل هكذا مشاريع لدى الاوساط القيادية في الحركة الصهيونية، واذا تعقبنا هذه الافكار منذ بدء الصراع والى اليوم لا بد وان ندرك انها جميعا قد بدأت من فكرة التصالح مع شعوب المنطقة التي تنطلق من مبدأ الربح والخسارة لكلا طرفي المعادلة، مع التركيز على فوائد حالة الصلح بمضامينها الاقتصادية والثقافية والسياسية. وبمعنى ادق فان مشروع الحل القادم هو مشروع صهيوني خالص، وان اختلفت تسمياته من وقت لاخر بدء من مشروع الشرق الاوسط القديم الجديد وهو فكرة بن غوريون، وخارطة الطريق والى مؤتمر مدريد واتفاقية اعلان المبادئ والمفاوضات الثنائية المباشرة او متعددة الاطراف وحتى صيغة الحل القادم.
مسالة تفصيل ما ذهبت اليه ليست بالامر اليسير، الا ان ذلك يتطلب سردا طويلا لحقبة تاريخية حافلة رأيت ان ابدأها من عام 1985، عندما بدأت وبشكل واضح معالم الاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية غير المباشرة ، والتي تطورت في العام 1988 عندما رعت اوروبا حوارا اسرائيلا فلسطينيا غير مباشر من خلال شخصيات وطنية واكاديمية مرموقة من الطرفين، بلورت الى حد بعيد اسس حل القضية الفلسطينية. وهنا لابد من التنويه على ان المشاريع الامريكية في المنطقة هي التي عرقلت المضي قدما في تنفيذ هذه الافكار على ارض الواقع في مراحل كثيرة، ومن فعلها بشدة في محطات اخرى كما هو في مؤتمر مدريد واتفاقية اعلان المبادئ التي أعقبت حرب التحالف الثلاثيني ضد العراق، وحتى اليوم لاتزال امريكا تستعمل مشروع حل القضية الفلسطينية كورقة مساومة وابتزاز على الساحة العربية، مما يعني انها تقف في الكثير من المراحل في وجه المشروع الاسرائيلي للحل، على عكس الموقف الاوروبي بهذا الخصوص. الا ان اسرائيل مقابل الموقف الامريكي قد استفادت الى حد كبير من الرعاية الامريكية الخاصة لها سياسيا وعسكريا واقتصاديا، بحيث اصبحت امريكا الضامن المطلق لدولة اسرائيل، هذا الدور المميز والاستثنائي الذي يحظى باسناد عقائدي لدى اسرائيل، حيث ينطلقون دائما من مبدأ وجود حليف دائم وثابت يدعم وجودها وسياساتها اينما وكيفما كانت. كما وان اسرائيل كانت بحاجة ولا تزال الى الوقت الكافي لفرض وقائع على الارض من شأنها تضييق مساحة الخيارات الفلسطينية وحصرها في باب الحل الاسرائيلي.
الثابت في الشأن الاسرائيلي ،مسألتان اساسيتان،الاولى:ان الدولة العبرية هي دولة تقوم على اساس البحث العلمي التجريبي الذي تفرد به التنظيم النخبوي لاسرائيل بكل مستوياته وفئاته،مما يعني ان مشاريع الحلول على اختلافها تخضع لتطوير مستمر وتخطيط مرحلي ومستقبلي معقد بما في ذلك فرض وقائع جديدة تقع في اطار خدمة مشروع الحل النهائي،ليس في الاراضي الفلسطينية وحدها، بل وفي الاقاليم المجاورة.ومتى بحثنا حدود الافكار الاسرائيلية للحلول السلمية مع العرب،ندرك دون شك على ان اتفاقية كامب ديفد مع مصر والاتفاق الاسرائيلي الاردني وكل محاولات فرض الحلول على الساحة اللبنانية،والى اتفاقية اعلان المبادئ مع الفلسطينيين،هي جميعها فصول الحل المرحلي للقضية الفلسطينية.اما المسألة الثانية:فهي حقيقة وجود نظام ثوري في اسرائيل قابل لاستيعاب انقلابات حادة فيه،حيث لا يوجد ما هو مطلق وثابت في النظام السياسي الاسرائيلي،مما يعني ان اسرائيل مهيأة لقبول قضايا كانت تعتبرها من المحرمات،وهذا يعني ان الفلسطينيين ومن خلفهم العرب ملزمون بتبني مشروع حل واضح ومحدد لا تنازل فيه بدلا من الغرق في مشاريع الحلول الاسرائيلية التي يعتبر محورها الامن والهندسة الديمقراطية.
المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة وغير المباشرة لم تنقطع طوال كل تلك السنوات،منها ما بلور اتفاقية اعلان المبادئ ومشروع كامب ديفد الثانية الذي تعرقل بسبب موقف الرئيس الراحل ابو عمارلرفضه التسليم بمبدأ السيادة الاسرائيلية على اجزاء من القدس الشرقية، وتحديدا اسفل الحرم القدسي الشريف وحارة باب المغاربة المحاذية لساحة البراق،هذا الموقف الايدولوجي الذي استشهد ابو عمار على خلفيته ،عندما تقرر ابعاده عن ساحة الصراع ،الا ان الوجه الاكثر تعبيرا لعرقلة هذا المشروع هو حقيقة فشل ايهود براك بتجنيد الاغلبية اليهودية لتأييد هذا المشروع في حينه مما دفع به الى اشعال فتيل انتفاضة سبتمبر 2000 .لم يطو هذا المشروع انما اعيد تطويره من جديد برعاية غربية ،حيث اوكل لمؤسسة دراسات في الخارج بمشاركة اسرائيليين وفلسطينيين وضع اللمسات الاخيرة عليه.مشروع الحل يمنح الفلسطينيين مئة بالمئة من مجموع مساحة الاراضي المحتلة عام 1967 في اطار مشروع تبادل اراض وسكان في منطقة المثلث، مقابل اصبع اللطرون وثلاث كتل استيطانية كبيرة هي غوش عتصيون في الخليل ومعاليه ادوميم في القدس وارئيل في نابلس،واعادة القدس الشرقية باستثناء ما يسمى بحوض القدس التاريخي المعروف اسرائيليا بحوض سليمان،وهي المنطقة المحاذية لسور القدس ،مما يعني اخراج كافة القرى العربية ماعدا بيت صفافا وشرفات،وواد الجوز والشيخ جراح ،واجزاء من سلوان والمقبرة اليهودية في رأس العامود.اما الحرم القدسي فقد تبلورت فكرة وضعه تحت الادارة الاسلامية مقابل سيطرة اليهود على باب المغاربة واسفل الحرم القدسي ،ويشمل مشروع الحل كذلك اقامة جدار ثان حول ما يسمى بحوض القدس التاريخي والذي بسببه ستكون الكثير من الاحياء العربية في القدس الشرقية بين جدارين،وفي الجزء الجنوب شرق منه ستتولى الشرطة الفلسطينية ادارة المعابر التي من شأنها ان تسمح للسكان بدخول القدس الشرقية بحرية ،في حين يسمح لحملة الهوية الزرقاء فقط بدخول اسرائيل والعمل فيها عبر بوابات الجدار الجديد.المقدسيون سيحتفظون بهوياتهم الزرقاء لسنوات طويلة، ويخضعون امنيا للجانب الاسرائيلي.اما الشؤون المدنية بالكامل فستكون تحت الادارة المدنية الفلسطينية ،وذلك لحين بحث موضوع ازالة الجدار والحاق الاحياء المقدسية بأراضي الدولة الفلسطينية الجديدة بعد استكمال مشاريع اسرائيلية كثيرة في المنطقة منها الحلقة الاخيرة من شارع الطوق الشرقي وربط المعابر في جدار الفصل بالطرق المناسبة للوصول الى الحرم القدسي.كما ويضمن المشروع ربط قطاع غزة بالضفة الغربية عبر بئر السبع ،ترقوميا والخليل باتجاه جنوب شرق الضفة الغربية في الاراضي المسماة البراري التي تمتد الى النبي موسى وشمال غرب اريحا باتجاه نابلس،هذه الطريق التي تربط المدن الفلسطينية كل على حدة معها ،وطريق آخر ربما يكون نفقا او سكة حديد تربط غزة مع قلقيلية،تلك المشاريع التي عهد لليابان بهندستها والعمل على تنفيذها،علما بأن بعضها قد اصبح قيد التخطيط او التنفيذ ،وتحديدا شارع السلام الذي خطط ان يقام على جانبيه مدينتان فلسطينيتان محاذيتان تقعان على مشارف اريحا،بالاضافة الى قرى سياحية واخرى صناعية قريبة الى التجمعات الاستيطانية اليهودية بهدف تركيز السيطرة الامنية فيها.مشروع الحل كذلك يتضمن حلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والعراق،اما بعودتهم الى الاراضي المحتلة عام 1967 والجزء المحرر من عام1948 ،وجزء آخر سيتم توزيعه على العديد من الاقطار العربية والاوروبية بموجب نظام حصص لكل منها.
قبل الاجتماع الدولي القادم سيتفق على اعلان مبادئ اسرائيلي فلسطيني جديد ،سيجري التفاوض على تفصيلاته، وبالتالي تنفيذها الذي سيستغرق نحو عقد من الزمن.
اشكاليات هذا الحل كثيرة منها ما يتعلق بالمرحلية وتاجيل قضايا الحل النهائي،اضافة لمواقف القوى الاسلامية التي ستحاول عرقلة هذا المشروع ما لم يتم تسوية الخلافات الفلسطينية الداخلية،ورغم محاولة تجاوز اسرائيل لهذه العقبة الامنية ممثلة ببناء الجدار الفاصل وتقليص امكانية القيام باعمال انتحارية في العمق الاسرائيلي،الا ان صواريخ حماس والجهاد الاسلامي كفيلة باثارة القلق المطلوب احداثه على الساحة الاسرائيلية ليقلب الامور رأسا على عقب.
من المنطق بمكان ان ندرك ان اوروبا والولايات المتحدة ليستا اللاعبين الاساسيين في المنطقة ,فالدب الروسي قد نهض من سباته وبدأ يلفظ الجرعات الاخيرة من انتكاسته وانهياره الممثل بسقوط الاتحاد السوفيتي وتهاوي المنظومة الاشتراكية.لقد بدأ يقتحم المنطقة من نفس البوابة التي اختلقها الغرب،فيعد ان كان الاسلام السور الواقي من خطر الشيوعية ،عاد الاسلام مرة اخرى ليصبح السور الواقي من المد الغربي في المنطقة بموجب المفهوم الروسي الجديد.حماس تحظى بمكانة خاصة لدى روسيا الجديدة كما هو حال ايران ،ومن يراقب السلوك الروسي في اسيا يدرك عمق وابعاد سياسات الدب الجديد التي تهدف الى عرقلة المشروع الامريكي والاوروبي،واذا كان من غير الجائز وضع اوروبا وامريكا في سلة واحدة الا انه من الحق ان نؤكد على ان مسألة ترتيب اوضاع المنطقة هي شأن كليهما رغم احتلاف الاسلوب والنهج .الرؤية الاوروبية هي اكثر منطقية وابلغ تأثيرا في الاوساط الجماهيرية.
ان ثقافة السلام والتعايش الحضاري والايدولوجي هي ليست مجرد فكر وشعارات وانما بلورة سلوك ثقافي تربوي معبرعن ارادة الناس وتطلعاتهم ،فهذا العالم يواجه مخاطر كونية غاية في التعقيد اقلها شأنا الحروب والصراعات بين الامم و اذا كنا فلسطينيين واسرائيليين نسعى الى سلام حقيقي مؤسس على الاحترام المتبادل فلا بد ننهج اولا سلوكا معبرا عن امنياتنا بحلول السلام والامن للجميع ،ليطلق سراح كافة الاسرى دون قيد اوشرط وترفع الحواجز، لتتوقف الاغتيالات والاعتقالات وعربدة قوى الامن ،لأن مبدأ التصالح الذي بني على اساسه مشروع السلام هذا لا بد وان يبدأ مع الناس ،ففي كل بيت واسرة ذكرى مؤلمة لهذا الصراع،كما ويجب على اسرائيل ان تتخلى عن عقدة الامن المطلق،لأن أمنا كهذا لن يكون الا في الجنة ان كانوا من اصحابها،ورغم الاجواء السائدة التي تبشر بالعهد الجديد،الا ان المنطقة ستشهد عواصف جديدة ،ربما سيكون مشروع السلام هذا رفيق دربها ان لم يكن التوأم الذي ولد معها في نفس الزمان والمكان ومن ذات الرحم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د.عناد السرخي:التطيط الصهيوني يؤتي أكله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: منتديات النثر :: منتدى المقال-
انتقل الى: